علاج جديد بعيد المدى لمرض الدوالي لأول مرة في الشرق الأوسط
وتشير الدوالي والأوردة العنكبوتية إلى المرض ذاته مع اختلاف الحجم، فالدوالي تشبه بنية متشابكة وكبيرة أما الأوردة العنكبوتية فهي شبكة خضراء أو أرجوانية من الأوردة أو الشبكات العنكبوتية. وتحدث الدوالي نتيجة لضعف أو تلف الصمامات في الأوردة، عندما لا تسكرهذه الصمامات بصوره كامله تسمح برجوع الدم مما يسبب تراجع الدم وتجمعه وتورم الساق او القدم.
وتتسبب الدوالي والأوردة العنكبوتية في الشعور بألم وعدم راحة قد يزداد سوءاً بمرور الوقت. وإذا تركت بدون علاج يمكن أن تؤدي إلى العديد من المضاعفات مثل التقرحات الوريدية والقصور الوريدي المزمن، وذلك عندما تعجز أوردة الساقين عن إعادة ضخ كمية الدم المطلوبة إلى القلب.
وقد تصاب النساء الحوامل أيضاً بالدوالي لأن الحمل يزيد من كمية الدم في جسم المرأة وأيضاً لأن الجنين في طور النمو يضغط على امتداد مسار الأوردة مما يزيد الضغط على أوردة الساقين، وكل هذه العوامل يمكن أن تتسبب في تلف لا يمكن علاجه في جدران الأوردة. وقد تقل الدوالي بعد كل ولادة مما يجعل المريض يعتقد بأنها شفيت ولكن التلف الذي لا يمكن علاجه سيبقى، ومع معاودة الحمل سيعود أسوأ من السابق.
وفي هذا الإطار، يقول الدكتور أشكان، أخصائي جراحة الأوعية الدموية في مستشفى برجيل للجراحة المتطورة بدبي: "ليس من المستبعد إصابة الشخص بالدوالي والأوردة العنكبوتية في الساق ذاتها ولكنهما مختلفتان تماماً. فالأوردة العنكبوتية، على سبيل المثال، هي عبارة عن أوعية دموية صغيرة ودقيقة ذات لون أحمر أو أرجواني ويمكن رؤيتها تحت الجلد، أما الدوالي فهي أوردة متمددة مجعده داخل الجلد، وفي حين تشكّل النساء غالبية مرضى الدوالي اللواتي يخضعن للعلاج، إلا أن الرجال قد يعانون منها أيضاً ولكنهم أقل استعداداً لطلب العلاج. ومع ذلك هناك عوامل يمكن أن تساهم في الإصابة بالمرض مثل العوامل الوراثية، والحمل، والسمنة، والمهن التي تتطلب الوقوف لفترات طويلة".
وإذا ظهرت هذه العلامات والأعراض لدى الشخص فيجب عليه مراجعة الأخصائي لفحص أوردته من خلال إجراء أشعة فوق صوتية كاملة وذلك لاستبعاد امتداد المرض إلى الأوردة الكبيرة، وفي هذه الحالة يتم علاج المشكلة من جذورها، وتجنب حدوث المزيد من المضاعفات جراء القصور الوريدي.
ورغم ذلك أيضاً يبقى للشكل الخارجي أهمية تعادل الحالة الصحية فوجود الدوالي في الساق يسبب شعوراً مستمراً بعدم الراحة لدى الأشخاص بغض النظر عن جنسهم أو عرقهم. وهناك تقنية جديدة يطلق عليها اسم "الليزر البردي والمعالجة بالتصليب البردي" (ClaCS) وهي تبشر بإنهاء مشكلة هذه الأوردة المتمددة، وينفرد بتقديم هذا العلاج قسم جراحة الأوعية في مستشفى برجيل للجراحة المتطورة وهو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط.
ويعتبر الليزر البردي والمعالجة بالتصليب البردي الطريقة الأحدث في مكافحة الدوالي والأوردة العنكبوتية حيث يجمع بين الليزر والمعالجة بالتصليب وتعريض الجلد للهواء البارد باستخدام أحدث الأجهزة المتطورة.
و تبدأ المعالجة بطريقة الليزر البردي والمعالجة بالتصليب البردي من خلال وضع جهاز يعرض صورة واضحة للأوردة التحتية وشبكتها المعقدة على الجلد، وهو يعطينا صورة أوضح بكثير لبنية الأوردة داخل الجلد لكي نحدد الهدف وهو الأوردة المغذية، ثم يأتي تبريد الجلد لدرجة حرارة قد تصل إلى 20 درجة مئوية تحت الصفر وهو ما يساعد في تخفيف الألم في موضع الاستخدام. ثم يقوم الأخصائي باستخدام الليزر والذي يصدر نبضات من الضوء تمرّ خلال الطبقات السطحية للجلد وتصل إلى الأوعية الدموية، ويعقب ذلك حقن أدوية معينة في نفس الموضع مما يؤدي إلى غلق الأوردة المؤذية وتصلبها وتحللها بدون الإضرار بأنسجة الجلد.
وهذه المعالجة التي تتطلب أقل قدر من التدخل الجراحي لا تستدعي التخدير وهي سريعة نسبياً مقارنةً بطرق المعالجة الأخرى.
حيث يقول الدكتور أشكان: "الميزة الأساسية في تقنية المعالجة باستخدام الليزر البردي والمعالجة بالتصليب البردي هي أنها لا تتطلب من المريض الاستخدام المطول للضمادات أو الجوارب الضاغطة مثل أساليب المعالجة التكميلية الأخرى المعروفة في السابق، فضلاً عن أنها تعطي نتائج سريعة وفعالة وغير مؤلمة نسبياً. ورغم ذلك فهي لا تعدّ حلاً كاملاً للدوالي، فالغاية النهائية هي إزالة الدوالي، ولكن مخاطر معاودة الظهور تعتمد على العوامل الجينية للمريض وأسلوب حياته. ويزداد هذا الخطر إذا لم يلتزم المريض بالاحتياطات الصحية المتنوعة، مثل ممارسة الرياضة بانتظام، والإقلاع عن التدخين والمحافظة على الوزن المثالي".