دبي تحقق نقلة نوعية في مجال طب العيون
وتبرز أهمية الجراحات المجراة والتي بلغ عددها أربع، في كون الحالات التي خضعت للعمليات الجراحية معقدة للغاية ومتأخرة سريرياً لدرجة اليأس من شفائها. إذ عانى المرضى من اعتلالات في وظائف العين لدرجة تعذرت معها الرؤية. لكن الفحص الدوري الأول الذي جرى بعد مرور فترة ثلاثة أشهر على إجراء هذه العمليات أبرز تحسناً واضحاً عادت فيه الرؤية بصورة محدودة بعد أن عانى المرضى عماً شبه تام.
وفي سياق تعليقه على هذه الخطوة النوعية، قال البروفسور جيفري ويس، أحد كبار جراحي الشبكية في العالم واستشاري جراحات الشبكية بمستشفى الزهراء بدبي: "أعتقد أن دبي اليوم على أعتاب مرحلة جديدة كوجهة صحية عالمية للعلاجات النوعية التي تتطلب مهارات وبنية طبية تحتية متكاملة، إذ نجحنا في مستشفى الزهراء بدبي في إدخال تقنية المعالجة الجزئية لنخاع العظم وتوظيف هذه التكنولوجيا الدقيقة لعلاج أمراض العصب البصري والشبكية، وإعادة نعمة البصر إلى آلاف بل وربما ملايين المرضى حول العالم ".
وأكد البروفسور ويس أن حالات التي جرى علاجها في دبي حالات معقدة جداً، نظراً لأن اثنين من المرضى، عانوا من التهاب الشبكية الصباغي، حيث تكمن صعوبة علاج هذا المرض في أن سبب الإصابة به يعود إلى وجود خلل في 60 جيناً مختلفة، ومما يزيد الأمور تعقيداً أن الغالبية العظمى من هذه الجينات غير معروفة تماماً، الأمر الذي يجعل من النتائج التي توصلنا إليها عبر العمل الجراحي، وإعادة جزء من البصر المفقود إنجازاً بكل المقاييس".
ولفت جيفري إلى أن إدخال تقنية العلاج الجزئي لنخاع العظم إلى مستشفيات دبي من شأنه علاج حالات العمى المستعصية الناجمة عن: الاعتلال البصري الذاتي، والاعتلال البصري الوراثي ليبر، واعتلال الأعصاب البصرية الدماغية غير الشريانية، إضافة إلى الالتهاب المياليني للعصب البصري، وهي كلها أمراض خطيرة تهدد مصابيها بالعمى التام إذا ما لم يتم محاصرتها بالعلاج المناسب.
ومن الجدير ذكره أن البروفسور ويس نجح في إعادة البصر لعدة مئات من حالات الإصابة الشديدة، بعضها عانى عمىً تاماً، خلال العام الماضي عبر هذه التقنية. وقد وصلت نسبة النجاح في بعضها إلى أن يحصل بعض المرضى الذين تماثلوا للشفاء على رخص لقيادة المركبات. ولا يترتب على العلاج بهذه التقنية الجديدة أي مضاعفات خطيرة، بل على العكس تماماً تنخفض نسبة المضاعفات إلى 1% فقط، مما يجعلها من أكثر التقنيات أمناً.
ويتوقع أن تسهم هذه النقلة النوعية في علاج أمراض العيون المستعصية أو حتى الميئوس منها، في رفع رصيد الإمارة من الإنجازات الطبية ورفع سوية الاهتمام بها، ليس فقط محلياً وإنما عالمياً، كوجهة صحية لمسارات العلاج النوعية وتحويل وجهة الأنظار إليها كقطب طبي واعد.