قطار ....
القاهره : آمال الفقي
من أبشع الجرائم التي نرتكبها في حق أنفسنا فقد حول المجتمع رأي الآخر في الإنسان أهم من أفعاله نقع جميعنا في هذا الخطأ عندما ننظر لحياتنا و لما نقدمه في عيون الآخرين و ننتظر حكمهم ع ما نملكه..
نسعى في الحياة بسرعة غريبة مهرولين نحو أهداف نصفها ليس من واقع احتياجنا ..
وهذا يشمل كل شئ وربما ينتقل لحياة أبنائنا أيضا وتحقيق أهدافهم ( ليست أهدافهم ولكنها أهدافنا الواجبة عليهم) فهم يمتلكون فصلاً في حياتنا مسؤولين عن تحقيقة لننتصر على المجتمع .. و كأنه غريماً لنا ..
هل هذا ما نتمناه حقاً..!
الإجابة تكون في النتيجة عندما تسعى لتحقيق رغبة حقيقية بداخلك لنفسك تشعر بالرضا عند تحقيقها وتهنأ وتهدأ...
أما لو كانت لمن حولك فلن تصل أبداً.. ببساطة لأن حكمهم ع أمورك متغير أنت من ألقيت بأحلامك في شبكة أهوائهم...
ونسيت أنهم بشر مثلك حكمتهم صفات شخصية وأهداف خاصة بهم و ميول تلقي بهم يوماً في عالمك ويوماً بعيداً عنه حسب الفروق الفردية في شخصياتهم كل يوم هم في حال و أنت أيضاً متغير .. القليل بل النادر من يهمه أمرك بالفعل و يؤمن بك ..
أصبحنا نحلم ع وسادة الآخر وننسى حلمنا ونعيش تعساء بالنتيجة التي صنعناها ..
لو سألت كبار السن ماذا كنت فعلت لو عاد بك العمر لكان من ضمن إجاباتهم ما كنت أعرت الآخرين كل هذا الاهتمام ..
العمر لا يعيد نفسه ولا ننتبه إلا وقد مر العمر أصبحنا نجلس ونتعجب متى وصلنا هنا ...
قطار لا يقرأ عناوين المحطات ولا يقف كثيراً.. عندما تأتي محطة أحدنا يذهب ويقف باقي ركاب القطار قليلاً في دهشة وعظة ومن ثم يعود لمقعده في قطار الحياة ليكمل ولا يعلم ربما كانت محطته القادمة وقليلاً ما يتهيأ لها ..
لو كنت طموحاً هادفاً لا تتلفت بين الوجوه لتسرق إيماءة رضا عنك..
من تشعر منه صدقاً و حباً وتأخذ حيزاً حقيقياً من تفكيره اشحن قلبك وطاقتك وانهل من حبه كثيراً ولا تنسى أن تفيض عليه بالمثل و أكثر فالحب طاقة تبادلية تزداد طردياً بالعطاء ..
والكثير الآخر الذي لا يجب أن نضيع وقتنا في وصفه ابتسم لإسائته إبتسامة ثقة في الله و اذهب في مسيرتك..
استمتع بالتجربة الأولى لكل ما تهواه.. هناك أوقاتاً صغيرة غير مسببه تعيش فيها بداخل تفاصيل وتصاحب نفسك لتنطلق أنت وهي بعيداً عن هسهسات العالم.. عشها بكل خلجاتك..
لو ذهب العمر لن يقرضك أحداً عمراً آخر .. استمع لخبرات من سبقوك ولا تهملها فأقساها درساً لك .. و أجملها دليلاً لأمل يسعى كظلك هادياً لك .. يتبقى جزء يسير من البشر .. يذكر الخير لغيره ويذكرهم به ..
" لعلهم نواة إتزان هذا العالم " ..
تنظر الآن فتجد هناك طريقا متسعاً طويلاً و تؤجل الكثير وتنخدع في الوقت.. انهض من ع اريكتك واغلق أذنيك عن الأصوات الفارغة
ليس مسكين أكثر من نفس حائرة بين إرضاء أهوائها وقناع ارتدته لارضاء الآخرين ..
مسيرتك ملكك وأهدافك حقك و أحلامك ع وسادتك وخطواتك تحت قدميك استغلهم قدر استطاعتك ..
ولا تنسى أن القطار لا يقرأ عناوين ونحن نستقله دون معرفة موعد المحطة...
فـ لنستمتع بالرحلة فهي قصيرة بين ذهاب و وصول نحن حتماً مسافرون...