فاتورة السرطان عالمياً وصلت إلى 895 مليار دولار أمريكي
الإمارات – دبي 2015: تسير دبي بخطى ثاتبة نحو تعميق دورها الإقليمي والعالمي في المشهد الصحي، من خلال إحراز تقدم عملي على صعيد التوسع في جراحات الأورام السرطانية على اختلاف أنواعها، ما يرسخ اسمها كإحدى البؤر الصحية المهمة في التصدي لهذا المرض الذي يثقل كاهل الناتج المحلي الإجمالي لدول العالم بنسبة تصل إلى 1.5% بواقع 895 مليار دولار أمريكي.
من جانبه، أكد الدكتور سدير الراوي، استشاري جراحة الأورام في مستشفى الزهراء بدبي، أن الإمارة تمضي قدماً في أخذ دورها كوجهة صاعدة في علاج الأورام، التي يتوقع أن تصل أعداد الأرواح التي حصدتها حتى نهاية العام الحالي 2015 أكثر من 9 ملايين حالة على مستوى العالم، وذلك من خلال التوسع في أنواع الجراحات المختلفة. إذ أن الجراحة تعد، نظرياً، الأداة الأبرز في علاج الغالبية العظمى من أنواع السرطانات، إذا ما تم استثناء سرطان الدم، حيث يتم إزالة المناطق المصابة. ولكن هذا الأمر عملياً طبعاً صعب لأن الإصابات الخبيثة تضرب أنحاء أخرى من الجسم قبل الشروع في العملية.
ويأتي هذا التوسع للتصدي لنسب الإصابة المتزايدة في صفوف سكان العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، إذ تشير بعض التقارير المتخصصة إلى أن هذه النسب تتراوح بين 150 – 250 إصابة لكل 100 ألف نسمة. وإن كانت أقل من نظيراتها في عدد من الدول كالولايات المتحدة الأمريكية التي ترتفع فيها النسبة إلى ما بين 400 – 500 حالة لكل 100 ألف نسمة.
وقال الراوي: "لقد استطاعت بعض دول المنطقة تحقيق نسب شفاء للأورام السرطانية بواقع 70% عبر طرق باب الجراحة، الأمر الذي يجعل من الجراحة الأسلوب الأمثل في علاج أغلب الحالات، لا سيما المستعصية منها. انطلاقاً من هذه الحقيقة. لقد عمدت مستشفى الزهراء بدبي إلى التوسع في جراحات الأورام لتشمل: الدماغ، والرقبة، والصدر والجهاز الهضمي العلوي والسفلي، والسرقوم وسرطان الجلد، إضافة إلى إدارة سرطان المسالك البولية والجهاز العصبي والسرطانات التي تصيب النساء، الأمر الذي يبشر بولادة مركز جديد ومتقدم لعلاج الأورام يضم أرقى التكنولوجيات الطبية في هذا المجال".
يُشار إلى أن المستشفى أيضاً قد عمل على التوسع في جراحات أورام الغدة الدرقية، الأمر الذي يعد بتخطي تعقيدات كبيرة في هذا الصدد تواجه المصابين به، وأهمها أن مرضى هذا النوع من السرطان عادةً لا يشعرون بها نظراً لأن حجم الغدة لديهم لا يطرأ عليه تغيير كبير أو ملحوظ في غالب الأحيان ولا يُسبب أي خلل في وظائفها إلا في المراحل المتأخرة من المرض.
ويحمل هذا التوسع في طياته أصداءً إيجابية على السياحة العلاجية في دبي، ورفع عدد السياح الذين يقصدونها بهدف العلاج، والذي بلغ 257 ألفاً خلال النصف الأول من العام الجاري، إلى أرقام قياسية بما يعزز توجهات الإمارة في رفع عوائدها إلى أكثر من 2.6 مليار درهم بحلول العام 2020.