الصدفية
الصدفيةُ مرضٌ جلديٌ مزمنٌ غيرُ معدٍ يتصف بتكاثرٍ سريع لخلايا الجلد، ويتظاهرُ سريريا ببقعٍ حمراء سميكة تعلوها وسوف بيضاء فضية كثيفة. ويتراوحُ حجم البقع من ميلليمترات إلى لويحاتٍ كبيرةٍ بحجم عدة سنتيمترات، وقد يشمل المرضُ كامل سطح الجلد في الحالات الشديدة. أكنرُ الأماكن إصابةً هي الركبتان والمرفقان وفروةُ الرأس واليدان والقدمان وأسفلُ الظهر. ويمكن أن تشملَ الإصابةُ بالصدفية الأظفار. وقد تترافق الصدفية مع بعض الأعراض كالحكة التي تختلفُ شدتها من حالةٍ لأخرى، كما تسبب الصدفيةُ المفصلية آلاماً بالمفاصلِ وتحدّداً بحركتها. وهناك أشكالٌ سريريةٌ متعددة للصدفيةِ منها اللويحية الشائعة والنقطية والبثرية والأحمرية التي تشملُ كاملَ سطح الجلد، والمفصلية حيث تصابُ المفاصلُ أيضاً. تحدثُ الصدفيةُ في 2-4% من السكان، وتصيبُ البالغين من الجنسين بخاصةٍ، ولكنها تظهرُ أيضاً في سن المراهقة والطفولة. والصدفية مزعجةٌ للمرضى وتؤثرُ سلباً في حالتهم النفسية ونوعيةِ حياتهم.
تُعتبرُ الصدفيةُ مرضاً التهابياً ينجمُ عن استجابةٍ مفرطةٍ للجهاز المناعي في الجسم. ويوجدُ استعدادٌ عائلي وراثي للإصابة بالصدفية. ويمكن للصدفية أن تثور وتتفاقم بعدد من العوامل مثل الطقس البارد والجاف، والأمراض الإنتانية والشدات النفسية، وبعض أدويةٍ معينةٍ.
يمكن تشخيصُ الصدفية من قبل الطبيب بالفحص السريري عيانياً، ويُحتاجُ أحياناً لإجراء بعض الفحوص المخبرية والخزعة الجلدية التي تعني أخذَ عينة من الجلد المصاب لفحصها نسيجياً تحت المجهر.
تشملُ معالجةُ الصدفية استخدامَ بعض العلاجات الموضعية مثل المراهم والكريمات الكورتيزونية (الستيرويدية)، والقطرانية، وفيتامين د3 الموضعي، وحالّات التقرُّن، وغيرها. كما توجد عدةُ علاجات جهازية مثل الأشعة فوق البنفسجية آ (بوفا) أو ب، ومثبطات المناعة كالسيكلوسبورين والميتوترِكسات، وحديثاً أدوية العلاجات البيولوجية. وتتطلبُ بعضُ حالات الصدفيةِ علاجاً مديداً أو مدى الحياة. ويستفيدُ مرضى الصدفية من ترطيبِ الجلد واستعمال المطريات باستمرار. ويُنصحُ بتجنُّب الرضوض والتعرض المفرطِ للشمس (حرق الشمس)، كما يجب على المرضى تجنُّبُ تناول الأدوية عشوائياً فبعضها كالكورتيزون الجهازي يثيرُ الصدفية.