ارتفاع معدّلات السُّمنة بين الأطفال في دولة الإمارات يزيد من احتمال تعرّضهم لخطر الإصابة بداء السّكري
وهي نسبة كبيرة تقدّر بحوالي 20٪ من إجمالي تعداد السّكان. في حين أنّ عدد المصابين بالسّكري في تشاد، وهي دولة يزيد تعداد سكانها عن تعداد سكان الإمارات بنسبة قليلة جداً، لم يتجاوز خلال العام نفسه 264,600 ألف شخص. وبات هذا الواقع يتطلّب منا تحركاً سريعاً وعاجلاً، وخاصة أنه يشير إلى أنّ نمط الحياة والنظام الغذائي السائد في دولة الإمارات لا يشكّلان تهديداً صحيّاً جدّياً على حياة السّكان فحسب، بل يساهمان أيضاً في تأخّر الدولة عن الالتحاق بالرّكب العالمي على صعيد الجهود المبذولة لمكافحة السّكري والحدّ من معدلات انتشاره.
وتمثّل السّمنة إحدى أبرز العوامل التي تزيد من احتمال التعرّض لخطر الإصابة بهذا المرض المزمن. وكشفت نتائج "دراسة العبء العالمي للمرض" التي أجراها معهد القياسات الصحية والتقييم في جامعة واشنطن عام 2013، أنّ أكثر من 66٪ من الرجال و60٪ من السيدات في دولة الإمارات يعانون من السّمنة. وتشير الإحصاءات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أنّ 30٪ من سكان العالم يعانون من السّمنة، وبإجراء مقارنة بسيطة نجد أنّ معدل السمنة في دولة الإمارات يمثّل ضعف المتوسط العالمي. كما كشفت دراسة أجراها مركز أبحاث الصحة العامة التابع لجامعة نيويورك أبوظبي العام المنصرم عن نتائج مثيرة للقلق مفادها أنّ نسبة انتشار السّمنة في دولة الإمارات ضمن الفئة العمرية 6-10 عاماً وصلت إلى 20٪، في حين أنها بلغت 40٪ ضمن الفئة العمرية 11-19 عاماً.
وتعليقاً على هذه الإحصائيات، قالت الدكتورة نشوى بهاء الدين، أخصائية طبّ الأطفال في مستشفى برجيل الذي يعدّ أحد المؤسسات الطبية الرائدة في حقل الرعاية الصحية الثالثية في أبوظبي: "على الرغم من أنّ هذه الأرقام صادمة للغاية، إلاّ أنها تقدّم إجابات شافية حول أسباب ارتفاع معدلات الإصابة بداء السّكري وغيره من الأمراض المزمنة في دولة الإمارات. وقد لاحظنا من خلال عملنا أنّ نسبة كبيرة من الناس لا يدركون أنهم مصابون بهذا المرض إلاّ بعد تعرّضهم لمضاعفاته، ومن هنا تبرز أهمية تعزيز مستوى الوعي الصحي في هذا المجال. وإذا لم نقم الآن بتحرك سريع وعاجل للحدّ من معدلات انتشار مرض السّكري والوقاية منه، فإننا نتوقع أنه بحلول عام 2035 سيعاني واحد من بين كلّ 10 أشخاص في العالم من الإصابة بهذا المرض."