عروس البحر الأحمر تسبح في الأمطار
في العاشرة وخمس دقائق صباح يوم الثلاثاء الخامس من صفر حلقت الطيور في سماء جدة في حركة سريعة منها والتي لحقتها بنحو خمس دقائق أمطار غزيرة استمرت قرابة الأربع ساعات حتى الثانية بعد ظهر نفس اليوم.
وكالمعتاد في كل الدول ليست العربية بل وكل دول العالم وما شهدته من كوراث بسبب المطر ودون القاء العبئ الأكبر على مسؤول بعينه فهذا كله من عند الله ومهما اجتهد البشر قد لا يأمنوا عاقبته إلا أنه هنا تتجلى وبقوة دور إدارة الأزمات بأخذ خطوات استباقية للحيطة والحذر ومحاولة الحدّ من تلك المخاطر بتجنب ما يمكن تجنبه ومن ثم الحدّ من الأضرار الجثيمة والتعامل معها.
فقد حذرت هيئة الأرصاد الجوية من قبلها بنحو ثلاثة أيام وأكّدت ليلتها على تعليق الدراسة يوم الثلاثاء ومنعت المواطنين من ترك منازلهم إلا للضرورة القصوى وهذه في حدّ ذاتها خطوات صحيحة تماماً , كما باشر الوضع بنفسه في جدة والعاصمة مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل في مركز إدارة الأزمات والكوارث من خلال الإتصال والكاميرات لمحاولة السيطرة على الوضع قدرالإمكان ومن ثم تمّ تعليق الدراسة لفترة إضافية حتى الخميس من نهاية الإسبوع نفسه تحسباً للأحوال الجوية وحتى تستقر تماماً.
هذا وقد لحقت أضراراً جثيمة بالبعض فقد لقي شخصان أحدهما طفل مصرعهما نتيجة لصعق كهربائي وتضررت بعض المنازل ليست القديمة منها أو المتهالكة فقط ولكن بعضهم يقع في منخفض أرضي تجمعت به المياة لتكّون بحيرات حالت دون حركتهم , كما تضررت الكثير من السيارات, هذا كله لم ينفي الدور الذي قامت به المملكة حيال الموقف وهذا ما يجب النظر إليه من كافة الدول العربية التي تلقي فقط باللوم على المسؤولين , حقيقة لهم دور كبير وهناك الكثير من المقصّرين يشغلون أماكن في هيئاتنا الحكومية ولكن يجب ألا نغفل أن هؤلاء بشر يحكمهم " ضمير " وحتى الآن لاهيئة لإدارة الضمائر كل يحمل ضميره ويسعى في الحياة فما يقدمه اليوم بوازع من ضميره حتماً سيعود عليه غداً..فهذا الرهان الوحيد على الضمائر المهنية رهان الغد.. أما أقدار الله فهي من عنده ولا سيطرة لنا عليها ولكن ربما شارك الضمير أيضاً في جلب رحمته جل شأنه.
Amal Elfeky