هوية غريب
الأسرة ... البيت ... الأرض
عناصر لإستقرار الإنسان يولد ولا يختارهم يمكنه فيما بعد تغيير شكلهم ويظلوا عوامل أمنه و أمانه بكل أشكالهم بدونهم لا يمكنه إشباع حاجاته الأخرى ..
يُقدر له أحيانا أن يحيا ع أرض غير أرض أجداده و دون شعور بـ التعود والمعايشة يُصنع بداخله وطن آخر ربما عند العودة لوطنه يشعر بالإغتراب عنه والشوق والحنين لهذا الوطن الذي اختاره الله له وتلك الأرض التي قُدر لأقدامه أن تنسج ذكرياته اليومية عليها بالذهاب للمدرسة حيث أسرته الثانية و التجول بـ المحال التجارية حيث ملابسه و التحكم في ذوقه.. وأنواع الأطعمة المتوفرة وطرق صنعها أيضاً و الأفكار التي تحلق حوله والعادات التي يعيشها و يُحييها كل يوم ...
صباحاً و مساءاً هو من تلك البقعة كيف له أن يُعايش وطن يحمل جنسيته وهو لا يعيش أحداثه إلا من خلال شاشات التلفاز أو أخبار الإنترنت الصحيحة والزائفة ..
يتجلى هنا دور الأسرة التي تزرع الإنتماء بـ أعماقه بداية من اللغة إلى اللهجة إلى الدين ....
ينبت نبات الإنتماء من بذرة تُلقيها الأسرة في البيت وتسقيها يوماً تلو الآخر بحكايات عن الوطن و الأهل و الذكريات و يكون سعيد الحظ هذا الغريب الصغير .. لأنه لا يوجد ما يعكر عليه صفو حكايات والديه له فهي صور مجردة من أي واقع مُخالف و أحياناً يأتي سوء حظه بالواقع الذي يحطم الكثير و نجد ولاء الغريب الصغير يهتز عندما يشب ..... لـ يردد مقولتي " أطل من شرفة وطني لترى عيوني سماء غربتي أيا وطني أهذا أنت أم كانت غربتي وطني "...
تشكل الغربة بداخلنا غرف جليدية محتواها جمرات لا يطفئ الجليد لوعة الشوق لكل شئ ولا تدفئ الجمرة جدران الجليد المحيطة بها
يلعب الخيال معه لعبة مختلفة تجعله إنساناً آخر لا يفكر سوى في اللاموجود وفي كل ماهو عالق بـ الماضي ومن وحي خياله
نجد غريباً يعطي أحلامة هدية لأشخاص في وطنه ربما لم يتذكروا منه سوى إسم و عيون حاسده له ع ماجمعه من مالٍ .. إشتاق إليهم ونسوا هم الشوق في ملامح رسموها له من أوراق " البنكنوت "
و آخر عاش وظلت صورة وطنه بـ سلبياته تناهض الغربة لتفوز عليها في خياله فما زالت الصورة تحمل عنوان
" أنا الوطن حتى لو مسخوني ".....
أيا غريباً اشتاق لـ صوته الوطن مازال الوطن وطنك والهوية ملكك
و أرض الله الواسعة كلها وطن .. وطنك في رزق كتبه الله لك وتسعى من أجله .. عش يومك واترك غدك ربما أتي الغد متناسياً اليوم بأحلامه.. أهلك ووطنك و ذكرياتك لم يأجلوا حياتهم لأجلك فلا تؤجل حياتك من أجل لحظة لقاء ..........
إنها الحياة اختيار في ظاهرها مُقدرات في حقيقتها ..
كلها جميلة حتماً متى سعينا وراء جمالها
( اجعل غربتك عن وجعها وموطنك في حبها إنها " الدنيا ".. )
القاهرة