طرق التعامل مع أمراض الشقيقة
كما أنّها تسبب العديد من المشاكل الصحيّة ابتداءً من ضبابية الرؤية وعدم وضوحها ووصولاً إلى الشعور بالغثيان وغيرها من الأعراض الأخرى. ويوضّح الدكتور عطا غسان الخزنجي، اختصاصي الأمراض العصبية في مستشفى برجيل بأبوظبي، فيما يلي ما المقصود بأمراض الشقيقة وما هي أسبابها وكيفية إدارتها والتعامل معها.
س: ما المقصود بأمراض الشقيقة وما هي أبرز أعراضها؟
ج: تعتبر أمراض الشقيقة إحدى الحالات المرضية المزمنة التي تظهر على شكل نوبات صداع تحدث عادة في أحد جانبي الرأس أو كليهما. وقد يشعر المصاب بآلام شديدة على شكل نبضات في منطقة الرأس أو الصدغين أو خلف إحدى العينين أو كليهما. وقد يكون هذا الصداع مصحوباً بأعراض الشعور بالغثيان والتقيؤ، وظهور بقع في الرؤية وضبابيتها وعدم وضوحها، إضافة إلى الحساسية تجاه الضوء والروائح والأصوات. وعلى الرغم من إمكانية حدوث نوبات الشقيقة في أي وقت من الأوقات، إلاّ أنّ غالبية الناس يصابون بها خلال فترة الصباح، حيث يستمر الشعور بالألم لفترة تتراوح من ساعة واحدة إلى 72 ساعة. وقد يعاني المصابون بالشقيقة من نوبتي صداع في أسبوع واحد أو خلال عام كامل.
وقد يصاحب الشقيقة الشعور بالهالات. وفي هذه الحالة، يعاني المصابون من ظهور أعراض حسّية واضطرابات بصرية قبل بداية نوبة الشقيقة بفترة زمنية تتراوح من 10 دقائق إلى نصف ساعة، حيث يشمل ذلك ومضات من الضوء، وبقع ونقاط مظلمة، والشعور بالخدر أو الوخز في الوجه واليدين، واضطرابات في حاستي الذوق والشم والتشويش الذهني. كما قد يشعر بعض المصابين بظهور أعراض أخرى قبل يوم أو يومين من بداية نوبة الشقيقة، حيث يشمل ذلك فرط النشاط، والرغبة الشديدة في تناول الطعام، والتهيج (العصبيّة)، والاكتئاب، وتصلّب في الرقبة، وكثرة التثاؤب. ويعدّ الشعور بالتعب والإرهاق العام من الأعراض الشائعة التي تظهر على المرضى بعد انتهاء نوبة الشقيقة.
س: ما هي أسباب الإصابة بأمراض الشقيقة؟
ج: لا يمكننا تحديد الأسباب الدقيقة التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض الشقيقة، إلاّ أنها تتراوح ابتداءً من العوامل الوراثية ووصولاً إلى طبيعة دماغ المريض وزيادة حساسيته تجاه بعض المحفزات مقارنة بدماغ الشخص السليم. كما تحدث نوبات الشقيقة أيضاً نتيجة لوجود خلل ما في مستويات "السيروتونين" أو غيرها من المواد الكيميائية التي في الدماغ، حيث لوحظ انخفاض مستويات "السيروتونين" خلال حدوث النوبات. وتعدّ النساء عموماً أكثر عرضة للإصابة بأمراض الشقيقة مقارنة بالرجال، حيث غالباً ما تؤدي التغيرات الهرمونية لديهن إلى تحفيز نوبات الصداع.
وهناك مجموعة محددة من العوامل المحفّزة التي تسبب الإصابة بأمراض الشقيقة تشمل قلّة النوم أو كثرته، واضطرابات في عادات الأكل، وأنواع محددة من الأطعمة أو المضافات الغذائية، والمنبهات الحسّية: كالأضواء الساطعة والأصوات العالية والروائح القوية والتوتر والضغط النفسي والتغيرات المناخية والمواد التي تحتوي على الكحول والكافيين، أو التغييرات في نمط الحياة والتي يفرضها واقع معيّن كالسّفر وغيره من العوامل الأخرى.
س: ما هي أهمّ طرق علاج أمراض الشقيقة؟
ج: لا يوجد علاج شافٍ لأمراض الشقيقة، لذلك يتعيّن على المصابين تعلّم كيفية إدارتها والتعامل معها عبر الاستفادة من توجيهات وإرشادات الطبيب المتخصص.
وينصح بعض الأطباء بتناول بعض المسكنات التي يمكن شراؤها دون وصفة طبية مثل الأسبرين والأسيتامينوفين، أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية كالإبوبروفين، والتي يمكن أن تساعد في تخفيف آلام الصداع في حال تناول الجرعات المحددة منها في الوقت المناسب. ويمكن أن يصف الطبيب أنواعاً أخرى من الأدوية بحيث تكون أكثر قوة وفعّالية في حال عدم استجابة المريض لأي من أنواع المسكنات السابقة. كما يمكن استخدام بعض أنواع الأدوية الوقائية التي تسهم في الحدّ من الأعراض الناجمة عن الشقيقة والتخفيف من شدّتها. ويعتبر العلاج الهرموني إحدى الخيارات المتاحة لمعالجة السيدات اللاتي تؤدي التغيرات الهرمونية لديهن إلى تحفيز نوبات الشقيقة.
ويلعب تغيير نمط الحياة دوراً بارزاً في الحدّ من تأثير العوامل المحفزّة للإصابة بأمراض الشقيقة، ويشمل ذلك وضع جدول محدد ينظّم مواعيد تناول وجبات الطعام، إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية وأخذ قسط كافٍ من النوم. وينصح بالتقليل قدر الإمكان من تناول المشروبات الكحولية أو التي تحتوي على الكافيين. كما تساعد تقنيات الاسترخاء وممارسة اليوغا أيضاً في التخفيف من مستويات التوتر والضغط النفسي، والتي تندرج أيضاً ضمن قائمة العوامل المحفّزة.
ومن الأهمية بمكان أن يسارع المريض إلى الحصول الرعاية الطبية المناسبة في حال تفاقم أعراض الشقيقة، والتي قد يشكّل ظهورها إشارة على وجود مشاكل صحيّة أخرى أكثر خطورة لدى المريض. ولا ينبغي بحال من الأحول أن يتمّ تجاهل أنواع الصداع التي تزداد سوءاً مع الحركة أو تأتي فجأة أو تسبب الإصابة بالحمى والتشنجات، أو تلك الناجمة عن التعرّض لإصابة ما.